2025-07-07 10:01:45
في 8 يوليو 1982، شهد ملعب “رامون سانشيز بيزخوان” في إشبيلية واحدة من أكثر المباريات إثارة في تاريخ كأس العالم، حيث واجهت ألمانيا الغربية فرنسا في نصف النهائي. هذه المباراة، التي سُميت لاحقًا بـ”معركة إشبيلية”، لم تكن مجرد لقاء كروي عادي، بل تحولت إلى ملحمة درامية مليئة بالمشاهد المؤثرة والأهداف المذهلة.
بداية مثيرة
انطلقت المباراة بتوتر واضح، حيث سجلت فرنسا الهدف الأول في الدقيقة 17 عن طريق الأسطورة الفرنسية ميشيل بلاتيني. لكن الألمان ردوا سريعًا بالتعادل عبر بيير ليتبارسكي قبل نهاية الشوط الأول. في الشوط الثاني، تقدمت فرنسا مرة أخرى بهدف رائع من آلان جيريس، لكن الألمان عادوا بقوة وسجلوا التعادل مجددًا عن طريق كارل هاينز رومينيغه، مما أدى إلى تمديد المباراة إلى الوقت الإضافي.
الوقت الإضافي: دراما لا تصدق
في الوقت الإضافي، سجلت فرنسا هدفين سريعين عبر ماريوس تريسور وآلان جيريس، مما جعل الجميع يعتقد أن الأمور حُسمت لصالح “الديوك”. لكن الألمان، بروحهم القتالية المعروفة، عادوا بقوة وسجلوا هدفين في غضون دقائق عبر كلوديو بيزارو وكارل هاينز فورستر، لتنتهي المباراة بالتعادل 3-3 بعد 120 دقيقة من الكفاح.
ركلات الترجيح: نهاية مؤلمة لفرنسا
في ركلات الترجيح، أظهر حارس المرمى الألماني هارالد شوماخر براعة كبيرة، حيث أوقف ركلتين فرنسيتين، بينما نجح الألمان في تحويل جميع ركلاتهم. وانتهت المباراة بفوز ألمانيا 5-4 بركلات الترجيح، لتتأهل إلى المباراة النهائية، بينما خرجت فرنسا بقلب محطم رغم أدائها البطولي.
إرث المباراة
تُذكر هذه المباراة حتى اليوم كواحدة من أعظم المواجهات في تاريخ كأس العالم، حيث جمعت بين المهارة الفردية، والعزيمة الجماعية، والإرادة القوية. كما أنها كرست سمعة المنتخب الألماني كلاعب كبير في المواقف الصعبة، بينما ظلت فرنسا تندب حظها العاثر رغم أدائها الرائع.
بعد 40 عامًا، لا تزال “معركة إشبيلية” حاضرة في ذاكرة عشاق كرة القدم، كشهادة على أن بعض المباريات لا تُنسى، ليس فقط بسبب النتيجة، بل بسبب الروح التي لعبت بها.
