2025-09-22 04:35:58
شكّل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية في سبتمبر 2023 صدمة كبيرة للعديد من نجوم كرة القدم العالميين الذين وجدوا أنفسهم بلا أندية مع بداية الموسم الجديد. ورغم القيمة السوقية المرتفعة لهؤلاء اللاعبين وخبراتهم الدولية الواسعة، إلا أنهم فشلوا في إيجاد فرق جديدة تناسب طموحاتهم وتلبي توقعاتهم المالية.
يأتي على رأس هذه القائمة الحارس الإسباني المخضرم ديفيد دي خيا، الذي أنهى مسيرة طويلة مع مانشستر يونايتد استمرت 12 عاماً. قرار النادي الإنجليزي بعدم تجديد عقده جاء مفاجئاً للعديد من المراقبين، خاصة مع الأداء المتميز الذي قدمه الحارس طوال هذه السنوات.
وفي حالة مشابهة، لا يزال النجم البلجيكي إيدين هازارد بعيداً عن الملاعب منذ اتفاقه على إنهاء عقده مع ريال مدريد بشكل مبكر. المفارقة أن هازارد كان يعتبر أحد أبرز المواهب في العالم قبل انتقاله إلى الإسباني، لكن الإصابات المتكررة وأداءه المخيب للآمال جعلت الأندية الكبرى تتردد في التعاقد معه.
أما باو غوميز، بطل كأس العالم مع الأرجنتين، فقد وجد نفسه في موقف صعب بعد إنهاء عقده مع إشبيلية. رغم التتويج بلقب المونديال في قطر 2022، إلا أن ذلك لم يضمن للاعب وسيلة سهلة للعثور على نادٍ جديد يناسب مكانته الدولية.
عربياً، تواجه النجم المغربي أشرف بن شرقي أزمة مشابهة، حيث فشلت مفاوضاته مع نادي الريان القطري بعد إنهاء عقده مع نادي الجزيرة الإماراتي. هذه التطورات تضع اللاعب في موقف صعب، خاصة مع اقتراب انطلاق البطولات المحلية والعربية.
هذه الحالات تثير تساؤلات حول معايير التعاقد في عالم كرة القدم الحديث، حيث لم تعد الأسماء الكبيرة وحدها كافية لضمان مستقبل مهني مستقر. تزايد اعتماد الأندية على التحليلات الإحصائية والأداء الحديث، مقابل الاعتماد على السمعة والخبرة السابقة، يغير بشكل جذري من قواعد سوق الانتقالات.
اللافت أن العديد من هؤلاء اللاعبين يمتلكون قيماً سوقية مرتفعة وفقاً لموقع “ترانسفير ماركت” المتخصص، لكن ذلك لم يمنع بقاءهم خارج المنافسة مع بداية الموسم الجديد. هذه الظاهرة تؤكد أن سوق كرة القدم يشهد تحولات عميقة في معايير تقييم اللاعبين وآليات التعاقد معهم.
يبقى السؤال المطروح: هل نشهد نهاية عصر الاعتماد على النجوم الكبار في عالم كرة القدم؟ أم أن هذه الحالات استثناءات مؤقتة في سوق دائم التغير؟ الإجابة قد تأتي مع تطورات سوق الانتقالات الشتوية المقبلة.
